so:text
|
بعض أنواع النصيحة يشكل تمييزه من النميمة ؛ لأن من سمع إنساناً يذم آخر ظالماً له ، أو يكيده ظالماً له ؛ فكتم ذلك عن المقول فيه والمكيد ، كان الكاتم لذلك ظالماً مذموماً ، ثم إن أعلمه بذلك على وجهه كان ربما قد ولد على الذام والكائد ما لم يبلغه استحقاقه بعد من الأذى ؛ فيكون ظالماً له ، وليس من الحق أن يقتص من الظالم بأكثر من قدر ظلمه ، فالتخلص من هذا الباب صعب إلا على ذوي العقول . والرأي للعاقل في مثل هذا ، إن يحفظ المقول فيه من القائل فقط ، دون أن يبلغه ما قال ، لئلا يقع في الاسترسال إليه فيهلك. وأما في الكيد فالواجب أن يحفظه من الوجه الذي يكاد منه بألطف ما يقدر في الكتمان على الكائد ، وأبلغ ما يقدر في تحفيظ المكيد ، ولا يزد على هذا شيئاً . وأما النميمة فهي التبليغ لما سمع مما لا ضرر فيه على المبلغ إليه ، وبالله التوفيق (ar) |