so:text
|
وأغرب ما لقيت من أنواع العبوديات، وأشكالها:
العبودية العمياء: وهي التي تُوثِقُ حاضر الناس بماضي آبائهم، وَتُنِيْخُ نفوسهم أمام تقاليد حدودهم، وتجعلهم أجسادًا جديدة لأرواح عتيقة، وقبورًا مُكَلَّسَة لعظام بالية.
والعبودية الخرساء: وهي التي تعلق أيام الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها، وتلصق جسد المرأة بمضجع الزوج الذي تكرهه، وتجعلهما من الحياة بمنزلة النعل من القدم.
والعبودية الصماء: وهي التي تُكْرِهُ الأفراد على اتباع مشارب محيطهم، والتلون بألوانه والارتداء بأزيائه، فيصبحون من الأصوات كَرَجْعِ الصدى، ومن الأجسام كالخيالات.
والعبودية العرجاء: وهي التي تضع رقاب الأشداء تحت سيطرة المحتالين، وتسلم عزم الأقوياء إلى أهواء الطامحين بالمجد، والاشتهار؛ فيمسون مثل آلات تحركها الأصابع، ثم توقفها، ثم تكسرها.
والعبودية الشَّمْطاء: وهي التي تهبط بأرواح الأطفال من الفضاء المتسع إلى منازل الشقاء حيث تقيم الحاجة بجانب الغباوة، ويقطن الذل في جوار القنوط، فيشبون تعساء، ويعيشون مجرمين ويموتون مرذولين.
والعبودية الرَّقطاء: وهي التي تبتاع الأشياء بغير أثمانها، وتسمى الأمور بغير أسمائها، فتدعو الاحتيال ذكاء، والثرثرة معرفة، والضعف لينًا، والجبانة إباء.
والعبودية العوجاء: وهي التي تحرك بالخوف ألسنة الضعفاء؛ فيتكلمون بما لا يضمرون، ويصبحون بين أيدي المسكنة مثل ثوب تطويه، وتنشره.
والعبودية الحدباء: وهي التي تقود قومًا بشرائع قومٍ آخرين.
والعبودية الجرباء: وهي التي تتوج أبناء الملوك ملوكًا.
والعبودية السوداء: وهي التي تَسِمُ بالعار أبناء المجرمين الأبرياء.
والعبودية للعبودية نفسها: هي قوة الاستمرار. (ar) |