so:text
|
كلّنا ضحايا، لكنْ بنسب متفاوتة. عامل التّنظيفات الذي يرى نفسه - بسبب نظرة النّاس إليه - أدنى البشر. اللّص الذي يقبع وراء القضبان في السّجن، الفتى الذي قتل أخته لأنّها أحبّت ابن الجيران، الشّاب الذي قطع رأس أمه تحت تأثير المخدّرات، العاهرة التي تبيع جسدها وتعود مساء تحمل لأولادها طعامًا وفاكهة، الفتى الذي تحوّل بين ليلة وضحاها لإرهابيّ، الفقير الذي أحرق عائلته، وأحرق نفسه كونه لم يجد ما يطعمها، الكهل الذي رأيناه على شاشات التّلفاز يحمد الله أنّه يجد الخبز كلّ يوم في القمامة، الذين باعوا أصواتهم بخمسين دينارًا لمترشّح متنفّذ يحلم بأنْ يجلس تحت قبّة البرلمان. كلنا ضحايا. (ar) |