so:text
|
الذين روَّجوا للعولمة على أنها البودقة الأخيرة لصهر الحضارات في حضارة عالمية واحدة وبشروا بظهور نظام سياسي عالمي واحد يلغي تعددية الأمم وتعددية الثقافات والقوميات والأديان والمفاهيم والقيم، هؤلاء بشروا بنهاية التأريخ. والذين قالوا إن هذه هي نهاية التأريخ، كانوا على صواب، إن كان قصدهم من العولمة إلغاء هذه التعدديات، وهذه الهويات، وهذه القيم، نعم هم على صواب، لأنه لن يبقى هناك شيء سوى نظام شمولي واحد واقتصاد واحد ودولة واحدة تفرض هيمنتها على العالم كله. لكن ارى أن هذا شيء لم يختبر بعد، ونحن لا نستطيع أن نقيم هذه التجربة الجديدة، فهناك من التنوع، ما هو ضروري لاستمرار الحياة، والغاء هذا التنوع يعني أن العالم سينتهي كما هم يقولون، ونحن نعتقد إزاء هذا التنوع الشديد في القيم والحضارات والثقافات، أن النهاية التي قالوا بها، هي غير متحققة، وهي في الأقل غير مجربة للآن. (ar) |