so:text
|
يا من لا أرى لك شغفًا بغير الطرب، لو كنت رجلًا فلا تكن دابة واطلب الرجولة نعم الطلب.
كيف افتتنت باللذة البهيمة واكتفيت بأن تلقب بالحكيم؟
كيف لا تنظر إلى ما يخطه على هذه الأرض ربك يخطه بمداد الليل الحالك؟
يحمو الله ما يشاء ويثبت فانظر إلى كتابته هذي فهي تزخر بنوادر العجب.
فكر مرة في الخطوط الإلهية، في النطف وبيض الطير والجذور والحب.
أبوك خط وأمك خط وأنت ثالث، والصفصاف خط والتفاح خط ثان والعنب ثالث.
والخيل خط فالبقر فالحمير، والثمر فالورق فالخشب.
كيف لا تسمع ما يقول لك الدهر من أسرار الله متمتمًا مهمهمًا؟
يقول لك بتؤدة ورفق إن الدنيا ليست دارك فلا تتغافل وارع سر الله.
صم وعمى من لا يسعمون ويرون خطب السماء وخطوط الأرض.
يا أمة أصم الدجال الملعون أذنها بكثرة الجلبة وتنوع الشغب.
من الدجال؟ إنه هذا العالم والليل عينه العمياء والنهار عينه المبصرة بلا ريب.
انظر إلى الدجال في حقيقته حتى تحذره وإلا فأنت حيوان بلا ذيل.
أنبت الله شجرة كثيرة الشرف من أجل منفعة الخلق في بلاد العرب.
لحاؤها كل الشجاعة وثمارها كل السخاء ونمت بماء الرحمة ورطبها الحكمة.
فأشعلت فيها أيها الحيوان الخائن أنت وأئمتك النار وأحرقتموها كالحطب.
تبت يدا إمامك ألف مرة كل يوم فمن يصدر عنه هذا الفعل يسمى أبا لهب.
وليس لامرأة أبي لهب عهد وقد اشتد هذا العهد كالحبل على عنقك.
فأنت غير نادم على فعلك السيئ وانتسب إليك من أبيك الفعل السيئ.
وحين تسمع أن الفاطميين أخذوا مكة خفق قلبك بالذل وحُمَّ جسمك بالحمى.
وأرجو من الله أن ينتقم من الجيش العباسي للجيش الفاطمي.
ويثأر شمس آل النبوة هذا بسيفه لآبائه من العباسيين.
ويلبس الأرض حلة مضرجة من دمهم ودماء أتباعم لنصرة دين الحق من بغداد حتى حلب.
وحين يرى الخليفة العباسي - بائع الألقاب - يومه هذا يذهل عن قومه ولهوه وطربه.
ويغدو العسل كالحنظل مرًا في حلقه ويصير المقصب على صدره مبردًا حاميًا.
فهو يدعى أنه خليفة الرسول وهذا لعمرك في الخلق حديث عجب.
لأن الدين منزل الرسول وملكه ولا يستلب أحد ملك غيره في الإسلام بلا نسب.
فهل إذا لم يكم أبو مسلم الخراساني وما قام به من ضرب وطعن كان باستطاعة هؤلاء العباسيين التكبر على دين الناس؟
لقد فهموا النسب والنسبة للرسول جهلًا منهم فهم لا يميزون بين النسب والسبب.
لقد استحوذ عليهم الشيطان من ذاك اليوم وأهل الدين بسبب الشيطان في أنين ونواح وفشل.
فأنظم يا حجة خراسان المراثي في الدين وابك نادبًا بسبب عار هذه الجماعة وشنارها.
فإذا ما أشرقت شمس الفاطميين من الغرب فقد قامت القيامة فلا تخف واخرج من سردابك في يَمَغان. (ar) |