so:text
|
يا من غدوت لصيق هذا البلاط الكثيف العالي.
وكأنك بسبب طمعك قفل ببابه ليلك ونهارك.
إن الطمع غصن شؤم فلا تجلس تحته وإلا فلن تنجو روحك من الآفات والآلام.
إذا كان باب الأمير مرتفعًا فلا تطأطئ برأسك ولا يستعبد طمعك عنقك الحر.
إن ألقيت بنفسك بسبب علو بابه فلماذا لا تقلي بنفسك من فوق الجبل الأعلى؟
قد أضللك الشيطان فأقبل حتى يحرق البخور تحت شجر الجوز لطرده عنك.
تجادلني بأنك إذ تطلب الجاه والعلو فذاك لأن جميع الناس يطلبونها.
وليس كثرة من يعمل العمل دليلًا على صحة هذا العمل أيها العاقل فخل عنك هذا الدليل الخاوي.
ولو رأيك أحدهم يرمي بنفسه إلى غياهب الجب فليس عليك أن ترمي نفسك إليها بدون وعي.
ولو شاهدت جماعة ينقصها العقل تضحك فلا تضحك أنت كالمجنون على ضحكهم.
فتعلم العلم ولا تسر كالجاهل وراء الأمير فإنك إن صرت عالمًا سار وراءك الناس.
إن لبست الخرق ولم تنافق خير لك من لبس الحرير والخز بنفاق الأمراء
لا تطمع في أموال الناس تنشد السعادة والهناء حتى لا تبقي كالكلب يلهث أمام القصّاب.
لقد ذكر زرادشت في تعليماته إن عنق المرء تضعف وتنحف تحت حمل الطمع.
لا تترك طعامك المر طمعًا في حلو الناس بل تجرع مُرَك بهناءة واقطع حبل الطمع عن طعامهم الحلو
أجل إن الجواد مفيد، يا ذا اللب، لكن فائدته في نظري تتعلق بمن يملك هذا الجواد.
لا تَبع لي مالًا ترضي بشرائه ولا تلبسني مالًا ترضي بلبسه.
لا تعد بلا عقل وراء ما ليس لك لأن ما هو لك سوف يعدو إليك كالجواد السريع.
لا تضيع عمرك الغالي في الطعام والمنام ولا تشتر إبرة صدأة بمعول حاد.
وقبل أن تستأصل يد الدهر القوية شأفتك عليك أن تقتلع قلبك من هذه الدار الفانية.
قيد عمرك بالعلم والطاعة فيمكن تقييد العمر السريع الزوال بالعلم والطاعة.
ولا يفضل العلم والطاعة قيدًا ووهقًا لقدم الزمان العابر وعنقه عند الحكيم.
لا يحزن قلبك ولا يذهل لبك ما دمت تنتصح بالحكمة بعقل واعٍ. (ar) |