so:text
|
أعدَدتُ نفسي:
أكتُب قصيدةً إلى أمِّكَ،
قصيدةً لا تشبهُكَ،
ولا تشبهُ أية قصيدةٍ أخرى
كُتبتْ في الأمهات،
قصيدةٌ ...
على أكثر تقدير...تشبهُ الماءَ،
ضوءَ الصباح،
عبوسَ وجهِكَ الأليم...
حينَ يغوصُ...
مُنسابًا في شروقِ الشَّمسِ،
أيَّتُها المرأةُ الصُّلبةُ،
يجبُ أن تُنكِريني،
أن تقفِلي بابَكِ دوني...
حينَ تشاهِدينَ ظِلّيَ...
وهو يحوِّم حولَ الناصية...خُلسةً،
في الشوارع المصابةِ بالدُّوار،
الليلَكُ...مُغَرمٌ بفَوضَى شَعرِي،
سأغيبُ..
سأغيبُ بأسرعَ ممّا تتوقَّعين،
سأغيبُ بخفَّةٍ لا تظُنينها،
أخافُ أنَّكِ...
لن تَفهَمِي ذلك قَط:
ربَّما أكونُ طَيِّبًا للغايَة،
لكنَّني أنعمُ كالمهرِّجِ في برادة الذَّهب،
تتعثَّرُ فَوقي الحياة،
وتَهجُرُني الرَّحمةُ أيضًا...
مثلَ الفأرِ الجائع،
منزلٌ مُشرَعةٌ نوافذُه..في اتساعٍ،
أمِّي...
سأكتُبُ قصيدةً إليكَ...فيما بَعد،
مثلَ تلكَ التي يكتُبُها الآخرون - عادَةً - للأمَّهاتِ،
ستَضَعينَها في مكانِها المألوف في الخِزانةِ..
حتَّى تَصفَرَّ،
وآخِرُ مساءٍ سعيدٍ...
يَصفَرُّ أيضًا
وما قد بُثَّ في السماءِ يصفَرُّ...
يجعلُ زهورَ الأضاليا... البيضَ العَيدانَةَ،
البيضَ العَيدانةَ، البيضَ العيدانَةَ،
تَصفَرُّ...
أيضًا. (ar) |