so:text
|
لقد تغير حال العرب على مستوى الشعب والأمة، وعلى مستوى الحكام، بعد أن دخل الأجنبي ديار العرب، وبعد أن قسّم الاستعمار الغربي هذه الديار. ومن خلال تقسيمه للديار فقد أنشأ دويلات ضعيفة نصب عليها العوائل التي قدمت له خدمات سهلت له مهمة احتلال أرض العرب، والإمعان في تقسيم ديارهم، وقد راعى الاستعمار مصالحه في البترول وتأمين المواقع الجغرافية على سواحل البحار والمحيطات والخلجان، عندما أنشأ تلك الدويلات البترولية المسخ. وبذلك أبعد الثروة عن الكثرة من أبناء الأمة والشعب ومن خلال خططه وبفعل واقع حال الثروة الجديدة، التي أصبحت فجأة في يد القلة من الأمة، تستغل وتستثمر لصالح الأجنبي ولصالح القلة من الحكام الجدد، ومن يلتف حولهم، انتشر الفساد المالي والاجتماعي في تلك الدويلات، واستخدم حكامها أساليبهم الخبيثة، يعاونهم الاستعمار لتسهيل مهمتهم، فأفسدوا من أوساط الكثرة في الأقطار العربية الكثير. (ar) |